شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
تضمنت المصادر الصينية القديمة إشارات عن الإسلام عبر الوثائق المعروفة باسم التاريخ الرسمي القديم، وقد ظهر جليًّا اهتمام تلك المصادر برسول الله محمد،
رسول الله في المصادر الصينية
وردت أوَّل إشارة عن الإسلام في المصادر الصينيَّة عبر الوثائق المعروفة باسم التاريخ الرسمي القديم chiu shu لأسرة تانج T"ang الملكية (618-907م)، التي ذكرت ظهور راعٍ فارسيٍّ في وديان مدينة تُدعى يثرب، في منتصف فترة حكم تاييه Ta-yeh خلال أسرة سوي sui الملكيَّة السابقة (605-617م). قالت له أغنامه أنَّ هناك ثلاثة كهوف في الجوار، في أحدها سيوف ماضية، فضلًا عن حجرٍ أسود عليه نقوشٌ بيضاء تذكر أنَّ من يملكها سوف يُصبح ملكًا، وحصل الراعي على كل ذلك، وتمكَّن من القيام بثورةٍ نصَّب نفسه على أثرها ملكًا على قومه، لينجح بعدها في تحطيم دولتي الفرس والروم المجاورتين لبلاد العرب.
وتعود تلك الرواية الصينيَّة القادمة من القرن السابع الميلادي ليتردَّد صداها تقريبًا لدى المؤرِّخ "شوجو-كوا" في القرن الثالث عشر، الذي ذكر أنَّه إبَّان الفترة نفسها من حكم أسرة سوي الملكية، عاش بين الفرس رجل حكيم يتَّسم بسعة الأفق، وجد حجرًا يحمل نقوشًا فأخذه كتميمة لجلب الحظ، ثم قام بجمع رجاله وأتباعه ليُصبح ملكًا قويًّا عليهم، قبل أن يقوم ببسط سيطرته على الجزء الغربي من منطقة بلاد فارس po-ssi.
وأشار التاريخ الرسمي القديم لأسرة تانج مرَّةً أخرى إلى نبيِّ المسلمين عليه الصلاة والسلام، فذكر أنَّه تواجد بين العرب رجلٍ شجاعٍ يتَّصف بالمهارة، اسمه محمد Mo-ho-mo، اختاره أتباعه حاكمًا عليهم.
ومن الواضح أنَّ المعرفة الصينيَّة بظهور الإسلام في جزيرة العرب -التي اعتبرتها جزءًا من بلاد فارس- كانت دقيقة وواسعة؛ إذ ذكرت أنَّ المسلمين يُحرِّمون شرب الخمر، ويمنعون الاستماع إلى الموسيقى، كما يُصلُّون إلى ربِّهم خمس مرَّاتٍ يوميًّا، فضلًا عن صلاة الجمعة أسبوعيًّا، كما أنَّ المسجد لديهم يتَّسع لآلاف المصلِّين في صلاة الجمعة.
وإبَّان الخطبة يُذكِّرهم الإمام بأنَّ "طريق الاستقامة ليس سهلًا، وأنَّ الزنا خطيئة، وأنَّه ليس هناك ذنبٌ أكبر من السَّرقة وخداع الفقراء وقهر المساكين". كما يقوم باستثارة حماستهم قائلًا: "إنَّ جميع الذين قُتِلوا في المعارك التي تدور ضدَّ الإسلام في سبيل الله سوف يدخلون الجنة، ويعيشون من جديد في السماوات ... كما أنَّ أولئك الذين قاموا بصرع الأعداء في ميدان القتال، سوف ينالون السعادة الأبديَّة". وهو ما ردده بعد ذلك "شوجو-كوا" مستخدمًا خلفيَّته البوذية، فذكر أنَّ المسلمين يقومون بطاعة وتوقير السماء، ولديهم -أيضًا- بوذا!! تحت اسم Ma-hia-wu، ويقومون في اليوم السابع -الجمعة- من كلِّ أسبوع بقصِّ شعورهم وتقليم أظافرهم، ويصومون شهرًا كاملًا في العام، بينما يواظبون على أداء الصلوات خمس مرَّات يوميًّا.
التعليقات
إرسال تعليقك